5 قتلى في عاصفة رعدية عنيفة ضربت البلقان
5 قتلى في عاصفة رعدية عنيفة ضربت البلقان
لقي 5 أشخاص على الأقلّ مصرعهم في عواصف رعدية عنيفة اجتاحت كرواتيا وسلوفينيا والبوسنة مساء الأربعاء، بعد أيام من درجات حرارة مرتفعة جدّاً في البلقان.
وقال رئيس بلدية العاصمة الكرواتية زغرب، توميسلاف توماسيفيتش، إنّ "هذه عاصفة غير مسبوقة وكذلك على صعيد الأضرار"، وفق وكالة "فرانس برس".
وتضرّرت أعمدة كهرباء واقتُلعت أسطح عدد من المنازل بسبب رياح عاتية، وغمرت المياه عدداً كبيراً من الشوارع.
وقُتل 4 أشخاص على الأقلّ -ثلاثة في كرواتيا وواحد في سلوفينيا- بسبب سقوط أشجار، من بينهم اثنان في زغرب حيث غمرت المياه مستشفى، بحسب الشرطة ووسائل إعلام محلية.
وقالت الشرطة الكرواتية، إنّ القتيل الثالث هو رجل يبلغ من العمر 40 عامًا قضى عندما سقطت شجرة اقتلعتها الرياح من جذورها على شاحنته في شرق البلاد.
وفي زغرب، كانت فرق الطوارئ تعمل صباح الخميس، لإزالة الأنقاض من الشوارع بينما دعت السلطات السكّان إلى تجنّب التوجه إلى الحدائق العامة.
وتسبّبت الرياح الشديدة بسقوط رافعة، ما أدى إلى إصابة رجل يعمل في مقصورة بجروح خطيرة.
وفي سلوفينيا المجاورة، لقي شخص مصرعه جراء سقوط شجرة بالقرب من بحيرة بليد، بينما قتلت امرأة في برتشكو بشمال البوسنة خلال العاصفة، بحسب وسائل إعلام محلية.
تأتي هذه العاصفة في البلقان في الوقت الذي تواجه فيه أجزاء كثيرة من العالم ظروفاً مناخية قاسية.
التغيرات المناخية
شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة، مثل الفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات.
وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية.
وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.
تحذير أممي
وفي السياق، حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء الفيضانات والجفاف الشديد والعواصف وحرائق الغابات"، مؤكداً أنه "لا يوجد بلد محصن".
ويؤكد التقرير الأخير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الضرورة الملحة لمعالجة الآثار المكثفة لتغير المناخ وضمان التكيف والمرونة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.
ووفقا لبيانات مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، فإن عدد الكوارث قد تضاعف تقريبًا منذ عام 2000، بينما تضاعفت الخسائر الاقتصادية الناتجة بمعدل ثلاثة أضعاف، ويرجع ذلك أساسًا إلى تغير المناخ، وإذا لم يتم اتخاذ أي إجراء لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، فقد تكون هناك زيادة بنسبة 40% في عدد الكوارث بحلول عام 2030.